الأم ..
..حنان وتحنان ..ريان ..مسرب المنة .. وملاذ الألم .. وبارقة الأمل ..
الأم ..
مهوى الروح .. وشفاء الجروح .. وضماد القروح .. منبع الأفراح .. وجلاء الأتراح ..
ومهبط الروح حيث تستقر فتأمن .. وروض السحاب حيث تهمي فتحزن ..
الأم ..
شيء كتبه الله لكل أحد ..في هذه الدنيا ليعبر ..منعطفات الطريق بسلام .. ومادامت الأم ..فيدوم الرخاء ..رغم الجوع .. ويبقى الغنى رغم القفر .. وهي الوحيدة .. التي تعكس ..موازين الأمور..وحق لها ..!!
ومن ذا لايستسيغ حرفا ..ولا يطول به مداده..وهو يناغي روح الأم ..دافئة ..ريانة ..يستمد منها نور الحياة .. ويعطيها قروحه فتقلبها ..هبات ..!!
ولأنعطف ..بتلك العاطفة المركومة ..قليلا ..فأهمس ..كيف اليتامى فينا ؟؟!!
ثم أنعطف أخرى ..فأحدثكم عن أحد ..أنقى من السحاب .. وأحلا من الشهد .. وأشد ضرورة من الأنفاس .. تفقد الماء .. أخف عليك ضررا من فقده ..!!
ومع هذا ..لم يذق لحنان أمه طعما ..وهو أبو الحنان .. كله ..وهو النهر الريان .. والعطاء السابغ .. وهو من هو .. !!
إنه يمر على قبر أمه .. فيؤذن له ..بالسلام عليها ..
إنه يستأذن ربه .. ليستغفر لأمه فلا يؤذن له ..!!
منعطف آخر ..
يأتي من أطراف .. المدينة ..رجل ..يحادث نفسه أن من أدلى على سيد ولد آدم ..ذلك الرحمة العالمية .. لن يعود ..موتورا .. حزينا .. !!
وهو يحث الخطى ..حيث محمد صلى الله عليه وسلم ..ويتابع السرعة ..
حتى يقف على النبي صلى الله عليه وسلم ..فيقول له :
: يارسول الله ..: أين أبي ؟؟
فيقول الصادق المصدوق ..صلى الله عليه وسلم .. : في النار ..!!
فيقع على قلب الرجل صاعقة .. من نور الوحي ..ليس لها من دون الله كاشفة ..!!
فينصرف ..عنه ممزق الفؤاد .. يخط رجليه ..خطيطا ..لهول ماسمع ..عن أبيه وقرة عينيه ..!!
ثم يناديه .. صلى الله عليه وسلم .. وكأنه يسمع خفقات قلبه المجروحه .. ولهثات روحه المتحرقة ..وأزيز صدره الممزق ..
ثم يلتمس موضع الجرح العميق صلى الله عليه وسلم ..
فيجد أن داء الشرك ..والبعد عن أمر الله ورسوله ..ليس له من دواء ..إلا النار ..!!
ولكن الطبيب محمد صلى الله عليه وسلم ..
فيصرف له علاجا ..ليقول له : أبي وأبوك في النار ..
رحمة الله للناس ..يسلي أصحابه بنفسه .. ويؤنسهم من وقع المصائب ..أنه مثلهم ..
وكأن لسان الموقف ..يقول ..كلنا نحب أباءنا ..ولكن الله أحب إلينا ..!!
وفي السيرةكثير من أمثلة ..تستحق الوقوف على نحو هذا ..
وبقي نسمة .. من عبير أهمس بها ..
ليس كل منبع للعاطفة ..كافيا .. أن يكون مسلكا ..!!
وليس كل ماتكرهه النفوس هو الباطل ..!!
وليس أمر الله وما يحبه الله ..مرهونا ..بعواطفنا الشخصية ..
ولابد من رسالة نغترفها ..من معين حالة والدي أفضل مخلوق ..خلقه الله ..!
ولذلك عظمةُ هذا الدين كثيرا ما تكمن في سيطرة أتباعه ..على اتباع مقصود الشارع ..وليس مقصود الذوات ..!
ونسف كل علاقة ..لم تتنور بنور الدين ..!
فكل علاقة بنور الدين مبررة ..ومطلق لها العنان ..عموما ..!
وكل علاقة ..تصادم الدين ..ستنتهي إلى ظلمات ..وآلام ..في الدنيا والآخرة ..
شمعة ..
في المواقف اليومية والحياة الاجتماعية المعاصرة ..
نحتاج للمقاومة والتحمل والصبر ..أكثر من حاجتنا لشيء آخر ..!!