بعد أخر رسالة صوتية تلقيتها منك ذلك اليوم...
وانا افكر مليا بما جرى بيننا..
ما الذي يدور بمخيلتك...
ولم نويت الرحيل الصامت..
تاركاً وراءك أنثى تغفو في أحضان أريكتك...
يفزعها شبح غيابك...
وأنين الزوايا لفقدك..!
عد إليّ ارجوك..
قل شيئاً...
أسلي به نفسي لحين عودتك...
.
.
أشجاني ذلك الركن الفارغ ..
بحثت عن رواسب شذا تبغك في أجواء غرفتك...
فلم أجد منها شيئاً...
وكأنما حزمت حقائبها هي أيضا ورحلت معك...
جلست على مقعدك الخاوي..
وكأنني لأول مرة أجلس عليه..!
لا أعلم لم تسكن جوانبه هذه البرودة الموحشة...
والتي بسببها سرت قشعريرة مؤلمة في جسدي...
فتحت دفتر مذكراتك الذي لم يكن يفارق سطح مكتبك...
ولا صرير قلمك...
علّني بذلك أقرأ شيئاّ من أفكارك...
ذهلت..
عندما رأيته ممزقاً وخاوٍ..!
أأنت كذلك..؟
ازددت خوفا ووحشة..!
عندما قلّبتُ بين أوراقك..
ولم أجد سوى بياضاً يسكنها..
أين تلك الحروف التي تنثرها كل ليلة...
وتقرأها بين حين واخر قبل أن تنفث دخانك...
بل أين أعقاب سجائرك..؟
ورمادها.. ؟
والوعاء الذي تطفئها فيه..؟
أين أقلامك...
أوراق ملاحظاتك التي تلصقها على ذلك اللوح...
اين كرات الورق.. التي تلقيها بين حين وآخر بعد أن تخطئ في كتابتك...
أين قنينة عطرك المفضل...
أين كلماتك..
أين معزوفة موسيقاك العذبة التي تتغلغل إلى اعماقي حينما أتأملك وانت تكتب...؟
أين هذيانك الذي يسري لمسامعي حينما أقاطعك..؟
أين دفء نظرتك التي ترمقني بها... حينما أباغتك بكوب قهوة..؟
أين .. وأين .. واين..؟
استفهامات خرساء..
ظلت معلّقة على جدران بوحي..
تنتظرك معي..
.
.
مددت يدي إلى دفتر مذكراتك مجدداً
كتبت وكتبت..
مسحت أدمعاً..
وتوالت مجدداً..
ولا اعلم ما كتبت..!
لا أعلم ماذا احسست حينها..
سوى أن الاحتياج يمزقني..
سوى أن الخوف يشل أوردتي...
سوى أن الصقيع يمزق أطرافي..
سوى أنني...
لا أريد أحداً سواك....!
.
.
أتمنى أن تلامس ذائقتكم العبقة...